أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية مقتل إيزابيل بيدرو أشهر جاسوسة إسرائيلي زرعها الموساد في مصر في ستينيات القرن الماضي، عن عمر يناهز 89 عامًا.
وبحسب صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، فقد تسلل الجاسوس إلى مصر تحت ستار عالم آثار وزود الموساد بمعلومات عن طائرات وسفن وأسلحة الجيش المصري.
حرصت الجاسوسة الإسرائيلية، إيزابيل بيدرو، على مشاهدة الأفلام المصرية واللبنانية والهندية، خاصة في دور السينما الشعبية، للتعرف على اتجاهات الرأي العام في مصر.
اكتشفت إيزابيل خلال رحلتها الطويلة إلى صعيد مصر أن الجيش المصري ينقل كميات كبيرة من الأسلحة إلى منطقة أسوان.
في إحدى رحلاتها من القاهرة إلى الإسكندرية، مرت بمطار كبير به عشرات الطائرات السوفيتية من طراز Tu-16، فأحصت عددها وسجلت الحروف المكتوبة عليها.
في أسوان، زارت المنطقة التي يتم فيها بناء السد العالي، والتي ساهم فيها الاتحاد السوفيتي بثلث تكلفته. مكثت في فندق كاتاراكت، حيث كان الزعيم السوفيتي نيكيتا خروتشوف يقيم في ذلك الوقت، وقالت إنها جلست على طاولة قريبة من طاولته في مطعم الفندق. كان هذا مبالغة كبيرة، لأن المطعم خالٍ تمامًا من الضيوف في مثل هذه الظروف.
أبحرت إيزابيل على متن سفينة سياحية بالقرب من موقع بناء السد، وادعت أنها اقتربت من الضابط المسؤول عن السفينة، وأخبرتها الكثير عن تاريخ السد، وبسبب الحاجة إلى بنائه، أصبح من الضروري لإنقاذ معبد أبو سمبل الذي نحت في قلب جبل ضخم في عهد رمسيس الثاني.
كانت هذه فرصة مناسبة لها لتقديم نفسها كمهندس معماري مهتم بالآثار والعلاقة بين الماضي والحاضر. أخبرها الضابط أن لديه ملفًا يحتوي على خرائط تفصيلية للسد الجديد، بما في ذلك أساساته في أعماق نهر النيل.
وكانت إيزابيل تتحرك دون أن تدرك أنها كانت تحت السيطرة الكاملة للمخابرات المصرية، التي كثفت من رقابتها على كل الأجانب القادمين إلى مصر، بعد تعدد اغتيالات العلماء الألمان، والتي تأكد أن الموساد وراءها.
ولهذا استغلت المخابرات المصرية إيزابيل لتمرير الكثير من المعلومات الكاذبة لتضليل المخابرات الإسرائيلية في العديد من الملفات، بما في ذلك الخرائط “المزورة” للسد العالي.
بعد 3 سنوات اكتشف الإسرائيليون أنهم تعرضوا للخداع ووقعوا في فخ المخابرات المصرية بعد أن تأكدوا من صحة التقارير التي كانت ترسلها إيزابيل إلى إسبانيا لتنتقل من هناك إلى إسرائيل.
ولهذا سارع الموساد إلى سحب إيزابيل من مصر عام 1965، وأخضعها لسلسلة من جلسات الاستجواب العنيفة، كان جوهرها الاشتباه في تجنيدها من قبل المخابرات المصرية، لكنها اكتشفت أيضًا أنها كانت تعيش في وهم النجاح في عالم التجسس الذي أنهت فيه مسيرتها فور بدايتها، بعد الفشل الذريع في مصر.